توقعات / تنبؤات أسعار الذهب لعام 2024-2050
حول توقعات وتنبؤات الأسعار
يمكن أن يكون التنبؤ أو "التوقع" بالأسعار أداة مفيدة لمساعدتك في التنقل في عالم تداول السلع واستهلاكها المعقد والمتقلب في أغلب الأوقات. على الرغم من أن توقعات الأسعار تعتمد على طابع المضاربة ولا يمكنها ضمان الدقة، إلا أنها يمكن أن تساعد المشاركين في السوق على إدارة مخاطر الأسعار، وإنشاء استراتيجيات محايدة (هيدج)، وفي النهاية اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن شراء أو بيع الأصول في الأسواق المالية.
تستخدم البنوك الكبرى ومزودو البيانات المالية مزيجًا من تحليل البيانات التاريخية، التحليل الأساسي، التحليل الفني والمؤشرات الاقتصادية لإنشاء توقعات الأسعار لفئات الأصول والسلع المختلفة.
ما هو الذهب وما الذي يؤثر على سعره؟
يتميز الذهب بكونه واحدًا من أكثر المعادن الثمينة قيمةً في العالم وأكثرها طلبًا، حيث يستخدم على نطاق واسع في المجوهرات والإلكترونيات. إن دوره التاريخي كملاذ آمن خلال فترات الركود الاقتصادي، وحفاظه على القيمة عبر آلاف السنين، يجعله استثمارًا موثوقًا في أوقات عدم الاستقرار.
بفضل قيمته الجوهرية طويلة المدى، يعمل الذهب على تنويع المحافظ الاستثمارية بشكل فعال، مما يقلل من المخاطر بشكل عام. لا يزال سعر الذهب يتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، بما في ذلك التضخم وأسعار الفائدة وقيمة الدولار الأمريكي.
يمكن أن تؤثر التغيرات في قوة الدولار الأمريكي على سعر الذهب نظرًا لتسعيره بالدولار الأمريكي. عادة ما يكون ضعف الدولار الأمريكي مفيدًا لسعر الذهب، حيث أنه يزيد الطلب على أصول الملاذ الآمن. عندما يرتفع سعر الدولار، قد يصبح الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين بالعملات الأخرى، مما قد يقلل من الطلب. عندما يكون من المتوقع أن يرتفع التضخم أو يتجاوز أسعار الفائدة الاسمية، ومن المتوقع حدوث تراجع في سوق الأسهم، قد يلجأ المستثمرون إلى الذهب كمخزن للقيمة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره.
يمكن لقرارات البنك المركزي والتغيرات في السياسة النقدية لأسعار الفائدة أن تؤثر أيضًا على سعر الذهب. على سبيل المثال، انخفاض أسعار الفائدة قد تؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب.
تراقب الحكومات والمستثمرون والخبراء في الصناعة ديناميكيات العرض للذهب عن كثب بسبب ندرته، والذي يعد سببًا لارتفاع قيمته لعدة قرون. لا يخضع الذهب بشكل عام لتقلبات كبيرة في الأسعار، لكنه عادةً ما يستمر في النمو جنبًا إلى جنب مع فائدته. وهذا يعني أن التنبؤ بالأسعار المستقبلية للذهب للسنوات العشر القادمة من المتوقع أن يشير إلى ارتفاع قيمته، مما قد يؤدي إلى أرباح لأصحاب هذه التوقعات. على الرغم من أنه يُعتبر استثمارًا آمنًا بشكل عام، إلا أن هذا لا يعني عدم وجود مخاطر متعلقة بالتداول والاستثمار في الذهب. حيث انه عندما يرتفع سوق الأسهم، قد ينخفض سعر الذهب.
الأداء التاريخي للأسعار
سنة |
متوسط السعر لكل أونصة |
1833-49 |
18.93 دولار أمريكي |
1945 |
34.71 دولار أمريكي |
1972 |
58.42 دولار أمريكي |
1975 |
160.86 دولار أمريكي |
1979 |
306 دولار أمريكي |
1980 |
615 دولار أمريكي |
2010 |
1224.53 دولار أمريكي |
2020 |
1773.73 دولار أمريكي |
2022 |
1801.87 دولار أمريكي |
2023 |
1934.86 دولار أمريكي |
منذ العصور القديمة، كان الذهب يُقدَّر لجماله وندرته. خلال القرن التاسع عشر، اعتمدت العديد من الدول معيار الذهب، حيث ربطت عملاتها مباشرة بكمية محددة من الذهب. وتميزت هذه الفترة باستقرار أسعار الذهب نسبياً وأسعار صرف ثابتة بين العملات. تُعرف الفترة بين عامي 1880 و1914 بمعيار الذهب الكلاسيكي، عندما شهدت الولايات المتحدة فترة من النمو الاقتصادي غير المسبوق مع تجارة حرة نسبيًا في السلع والعمالة ورأس المال.
أثر تأسيس اتفاقية "بريتون وودز" (Bretton Woods) في عام 1944 بشكل كبير على سعر الذهب. وبموجب نظام "بريتون وودز"، وافقت الدول المشاركة على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي، الذي كان مدعومًا بالذهب بمعدل ثابت قدره 35 دولارًا للأونصة. أصبح الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية الأساسية في العالم، وتم ربط العملات الأخرى به بأسعار صرف ثابتة.
في عام 1971، قرر الرئيس "ريتشارد نيكسون" إنهاء نظام "بريتون وودز"، مما كان له تأثير كبير على سعر الذهب والنظام النقدي العالمي. كان هذا القرار يعني أن الحكومات الأجنبية والبنوك المركزية لم تعد قادرة على استبدال دولاراتها الأمريكية بالذهب بسعر ثابت، مما أدى إلى تقلبات كبيرة في أسعار الصرف. في ذلك الوقت، كان سعر الذهب 43.15 دولارًا.
في يناير 1980، وصل سعر الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 850 دولارًا للأونصة، ليس فقط استجابة للتضخم المرتفع ولكن أيضًا للتوترات الجيوسياسية مع الثورة الإيرانية والغزو السوفيتي لأفغانستان.
وصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في الأزمة المالية لعام 2008 عند 1011 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل ارتفاعًا يزيد عن 50٪ في تسعة أشهر فقط. وكان هذا بمثابة نقطة تحول لأسعار الذهب.
في أغسطس 2020، وصلت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد، حيث تجاوزت 2000 دولار للأونصة. وكان الدافع وراء ذلك هو المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لجائحة كوفيد-19 وتدابير التحفيز المالي وانخفاض أسعار الفائدة.
في ديسمبر 2023، سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا، متجاوزًا 2000 دولار، استجابةً لسياسة نقدية جديدة من قبل البنوك المركزية والتي ستبدأ دورة من تخفيضات أسعار الفائدة.
توقعات أسعار الذهب لعام 2024-2050
سعر الأونصة
المصدر / السنة |
2024 |
2025 |
2030 |
2040 |
2050 |
Bloomberg |
1,913.63 - 2,224.22 دولار أمريكي | 1,709.47 - 2,727.94 دولار أمريكي | * | * | * |
The World Bank |
1950 دولار أمريكي | * | * | * | * |
JP Morgan Chase & Co |
2,175 دولار أمريكي | * | * | * | * |
Goldman Sachs |
2050 دولار أمريكي | 1,970 - 2,050 دولار أمريكي | * | * | * |
ING |
2031 دولار أمريكي | * | * | * | * |
* لم يتم توفير توقعات الأسعار من هذا المصدر لهذا العام
توقعات أسعار الذهب لعام 2024
تتوقع شركة (JPMorgan Chase & Co) فرصة في زيادة الذهب قبل ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة والذي قد يتسبب فيه دورة جديدة من خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وكان قد توقع أن الأسعار ستتجاوز 2000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2023. وفي ديسمبر 2023، وصلت أسعار الذهب إلى 2071 دولارًا، استجابةً لسياسة نقدية جديدة من قبل البنك المركزي وزيادة الطلب على الملاذ الآمن. مع بدء انخفاض أسعار الفائدة، قد تسجل الأسعار أرقامًا قياسية جديدة في عام 2024. لدى شركة (JPMorgan) متوسط سعر مستهدف يبلغ 2175 دولارًا للأونصة للسبائك في الربع الأخير من عام 2024.
توقعات أسعار الذهب للربع الأول من عام 2024 على منصة (Bloomberg Terminal) تتراوح بين 1,913.63 و2,224.22 دولارًا.
ويتوقع محللو السلع في بنك (Goldman Sachs) أن يرتبط الارتفاع المحتمل لسعر الذهب ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات في أسعار الفائدة الأمريكية وتحركات الدولار، مما يدفعهم إلى رفع سعر الذهب المستهدف لعام 2024 إلى 2050 دولارًا للأونصة. كما أن زيادة الطلب الاستهلاكي من الصين والهند يمكن أن يؤثر أيضًا على سعر الذهب.
يتوقع بنك (ING) استمرار قوة أسعار الذهب ويتوقع أن يبلغ متوسطها 2031 دولارًا للأونصة في عام 2024، بمتوسط في الربع الرابع يبلغ 2100 دولار للأونصة.
قدر بنك (The World Bank) أن سعر الذهب سيبلغ حوالي 1900 دولار في عام 2023، متوقعًا أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة يمكن أن تجعل أصول الملاذ الآمن مرغوبة أكثر للمستثمرين. وفي عام 2024، يتوقع أن يصل السعر في المتوسط إلى 1950 دولارًا للأونصة.
توقعات أسعار الذهب لعام 2025
رفعت العديد من البنوك، بما في ذلك (Goldman Sachs)، (Citi)، مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية (ANZ) و(Commerzbank) توقعاتها الأولية للذهب، حيث واجهت احتمال حدوث أزمة مصرفية. وتوقع محللو (Goldman Sachs) في البداية أن يظل سعر الذهب مستقرا في الفترة ما بين 2023 و2026 عند نحو 1970 دولارًا للأونصة. ورفعوا توقعاتهم للذهب لمدة 12 شهرًا إلى 2050 دولارًا للأونصة.
تتراوح توقعات سعر الذهب لعام 2025 على منصة (Bloomberg Terminal) بين 1709.47 دولارًا و2727.94 دولارًا.
ويتوقع "مايك ماكجلون"، الخبير الاستراتيجي في وحدة (Bloomberg Intelligence)، بأن كلًا من الذهب ونسخته "الرقمية"، البيتكوين، سيشهدان زيادة بحلول عام 2025. وقد أظهر سعر الذهب قوة تباعد، حيث ارتفع بنسبة 84% منذ عام 2015، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي تشديد سياساته، ومن الممكن أن يكون متجهًا إلى 7000 دولار بحلول عام 2025.
توقعات أسعار الذهب بعد عام 2025
يعتقد محللو السلع عمومًا أن سعر الذهب سيستمر في الارتفاع على المدى الطويل. ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بدقة سعر الذهب أو سعر أي سلعة خلال العقدين المقبلين، حيث يعتمد السعر على عدة عوامل مختلفة. وتشمل هذه العوامل معدل التضخم، قوة الدولار الأمريكي، أسعار فائدة البنك المركزي والزيادة في المعروض النقدي.
توفر معظم البنوك الكبرى ومزودي البيانات المالية، مثل (Bloomberg)، توقعات أسعار قصيرة الأجل فقط. وسبب إضافي هو أن أسواق السلع يمكن أن تكون شديدة التقلب، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات الصغيرة في عوامل العرض أو الطلب، إلى جانب الأحداث الخارجية مثل التوترات الجيوسياسية أو الأحداث المناخية القاسية، إلى تقلبات غير متوقعة في الأسعار. هذه التقلبات يمكن أن تتحدى دقة التنبؤات.
على الرغم من تعقيد توقعات الأسعار على المدى الطويل، إلا أن هناك سيناريوهات مختلفة وتوقعات أسعار الذهب على المدى الطويل من عام 2030 إلى عام 2050. تتراوح هذه التوقعات بين وصول سعر الذهب إلى 10,000 دولار للأونصة، ليحل محل الدولار الأمريكي إلى جانب البيتكوين، وحتى سيناريو نفاد الذهب من العالم بحلول عام 2050 في ظل الطلب المتزايد.
توقعات أسعار الذهب لعام 2030
يبدو أن سيناريو 7000 دولار للأونصة لا يزال قائما في توقعات الذهب لعام 2030. في تقريره بعنوان (The Rational Case for $7,000 Gold by 2030)، يتوقع الاقتصادي "تشارلي موريس" وصول الذهب لهذا الرقم القياسي. يصف "موريس" الذهب بأنه فئة الأصول الرئيسية الرائدة في القرن الحادي والعشرين، وهو إنجاز استثنائي بالنظر إلى أن الذهب لا يدر عائدًا.
يتنبأ محلل الاستثمار "جيم بوبلافا" حدوث سوق صاعدة كبيرة بحلول عام 2030، مشيرًا إلى الديموغرافيا والعولمة كأسباب رئيسية لزيادة الأسعار. في مطلع القرن، عندما كان سعر الذهب أقل من 300 دولار، توقع "بوبلافا" بشكل صحيح ارتفاع أسعار المعادن الثمينة لمدة عشر سنوات.
وفقًا لتقرير (In Gold We Trust) لتغير المناخ النقدي لعام 2023 من قبل مديري الاستثمار "رونالد-بيتر شتوفيرلي" و"مارك فالك"، ستؤدي بعض التغيرات العميقة في السياسة المالية والنقدية إلى عواقب ملموسة على النظام النقدي وفي النهاية على السكان. سوف يستمر التضخم في الارتفاع، مما يزيد من الحاجة إلى أصول الملاذ الآمن مثل المعادن الثمينة والعملات الرقمية. وسيصبح طلب البنك المركزي المحرك الرئيسي لسوق الذهب الصاعد.
توقعات أسعار الذهب لعام 2040
توقع "ديفيد هاربر" بأن سعر الذهب قد يصل إلى 6,800 دولار للأونصة بحلول عام 2040، مقدرًا معدل عائد سنوي قدره 7.2%. وفقًا لـ"هاربر"، فإن هذا السيناريو يصف عائدًا معقولًا.
تعتمد منهجية "هاربر" على تحليل البيانات التاريخية، حيث قام بحساب أنه إذا كنت قد اشتريت الذهب في عام 1976 بسعر منخفض قدره 103 دولارات للأونصة واحتفظت به دون انقطاع حتى بلغ ذروته تقريبًا عند 1,900 دولار في عام 2011 (في أغسطس وسبتمبر 2011)، فقد حققت معدل عائد قدره 8.5%.
توقعات أسعار الذهب حتى عام 2050
يعتقد محللو السلع الذين يضعون توقعات طويلة المدى أن سعر الذهب سيستمر عمومًا في الارتفاع في العقود القليلة المقبلة مع زيادة الطلب على المعدن الثمين.
في ورقة بحثية نشرت مؤخرًا في مجلة (Trends in Ecology and Evolution)، حذر "جوزيب بيولاس"، أستاذ بحث في مركز البحث البيئي وتطبيقات الغابات في الجامعة المستقلة في برشلونة وفي المجلس الأعلى للبحث العلمي (CREAF-CSIC)، من أنه بحلول عام 2050 قد ينفد العالم من المعادن الأساسية، بما في ذلك الذهب.
ولكن، هناك نظريات أخرى حول مستقبل المعادن الثمينة أكثر تفاؤلاً. وفقًا لـ"روبرت كيوساكي"، فقد كان الذهب موجودًا منذ الأزل، وكونه "مال الله"، فمن المحتمل أن يصبح الشكل الرئيسي للعملة في المستقبل. في كتابه بعنوان (Fake)، يتناول "كيوساكي" مستقبل المال ويزعم أن الذهب إلى جانب البيتكوين قد يهدد العملات الورقية في النهاية.
الاستنتاج
تشير توقعات أسعار الذهب على المدى القصير إلى زيادة قيمته والطلب عليه في السنوات المقبلة، على الأقل حتى عام 2030، مما يدل على أن السعر قد يرتفع تدريجياً إلى حوالي 7000 دولار للأونصة.
لكن توقعات الأسعار بعد هذا التاريخ قد تعتمد على سيناريوهات مختلفة. في النهاية، عندما يتعلق الأمر بالتوقعات طويلة المدى، هناك أسئلة أساسية يجب مراعاتها فيما يتعلق بأهمية أصول الملاذ الآمن مثل الذهب في المشهد المالي المتغير باستمرار.
هل أنت مستعد للتداول بتميز؟
انضم إلى آلاف المتداولين وتداول العقود مقابل الفروقات على الفوركس، والأسهم، والمؤشرات، والسلع، والعملات الرقمية!
لا تعد الإشارات إلى التوقعات والأداء السابق مؤشرات موثوقة للنتائج المستقبلية.
الصور المعروضة هي لأغراض توضيحية فقط. تم الحصول على البيانات من قِبل مزودين من جهات خارجية.
هذه المعلومات هي لأغراض تعليمية فقط وليس المقصود منها أن تكون نصيحة مالية أو توصية استثمارية. لا ينبغي تفسيرها على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو استدراج عرض لشراء أو بيع أي ورقة مالية أو منتج مالي أو أداة؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول. تم إعداد المعلومات دون مراعاة أهدافك الشخصية أو وضعك المالي أو احتياجاتك الخاصة. لا تقدم شركة "اكسي" أي ضمانات أو إقرارات بشأن دقة أو اكتمال المحتوى الوارد في هذا المنشور. يجب على القراء طلب المشورة الخاصة بهم.
